التنمية المستدامة

تعتبر التنمية المستدامة والطاقة المتجددة من اهم العوامل في اقتصاديات الدول وتطورها لذلك توفير الطاقة بشكل رخيص هو من الضروريات للمجتمعات الانسانية. هناك العديد (تقريبا ربع سكان العالم) من سكان الكرة الارضية ليس لديهم القدرة على الحصول على الطاقة والتي كما ذكر هي من ضروريات الحياة الاساسية.
من هنا تبرز الحاجة الملحة الى زيادة كميات الطاقة المتولدة وباسعار مناسبة من اجل وصولها الى هولاء السكان لتحسين ضروفهم المعيشية. تدخل الطاقة في معظم ان لم يكن جميع الفعاليات اليومية مثل الاضاءة , الطبخ , التدفئة , تشغيل المصانع , الاتصالات والنقل الى اخره من الفعاليات والاعمال اليومية. هذا يدعو الى مزيد من العمل لتوفير الطاقة لكل تلك الفعاليات البشرية.
زيادة توليد الطاقة من المصادر التقليدية والتي تعتمد على الوقود التقليدي مثل الفحم والنفط يصطدم بعائق التلوث البيئي وانبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري والتي تؤثرعلى الظروف المناخية ومستقبل الحياة على الكرة الارضية لذلك تبرز الحاجة هنا الى استغلال الطاقات المتجددة والتي تستطيع توفير الطاقة الضرورية لمتطلبات الانسان مع ضمان عدم اطلاق الملوثات الى البيئة. زيادة الاستثمار بتلك الطاقات سوف يؤدي الى تغيير مستقبل الاجيال القادمة الى الافضل حيث ان تقليل الملوثات يؤدي الى الى تحسين البيئة او على الاقل المحافظة عليها.
هنا يطرح سؤال ماهي الطاقات المتجددة. يمكن تعريف الطاقات المتجددة بانها طاقات نظيفة تعتمد على مصادر طبيعية متوفرة ولاتحتاج الى مادة اولية مخزونة ولا تسبب تلوث للبيئة المحيطة. من اهم انواع الطاقات المتجددة:
1- الطاقة المولدة من السدود المائية
2- طاقة الرياح
3- طاقة باطن الارض
4- طاقة امواج البحر
5- الطاقة الشمسية
من ملاحظة الانواع المذكورة اعلاه نجد ان توليد الطاقة بالاعتماد على السدود المائية في العراق لايمكن ان يكون الحل وان استخدم في شمال العراق. ذلك بسبب هو ان مصادر الانهار في العراق هي من خارج حدوده لذلك لايمكن السيطرة عليها ولايمكن الاعتماد على هذا النوع من الطاقة.
بالنسبة لطاقة الرياح لايمكن كذلك الاعتماد عليها بصوره كبيرة لان العراق لايمتلك سواحل طويلة او حركة رياح مستمرة طوال السنة.
من ذلك يمكن القول ان الاستثمار والاعتماد على الطاقة الشمسية يمكن ان يكون البديل الناجح لمصادر الطاقة التقليدية. يمكن لهذه الطاقة وتطبيقاتها المتعددة ان توفر حاجة البلد من الطاقة ان استثمرت بشكل جيد. يجب كذلك نشر ثقافة الاعتماد على الطاقات البديلة في المجتمع.
يمتلك العراق كمية كبيرة جدا ووافرة من الاشعاع الشمسي الساقط على مدار ايام السنة. اضافة الى ذلك الطقس الصحو معظم ايام السنة والذي يساعد على زيادة كفاءة جميع التطبيقات المعتمدة على الطاقة الشمسية.
المناخ في العراق شتاءا بارد نسبيا وممطر الى غائم معظم ايامه في الماطق الشمالية وبعض المناطق الوسطى بينما يكون في معظم ايامه صحوا في المناطق الجنوبية. هذا يعطي دافع اكبر الى الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية في جنوب العراق.
المعلومات المذكورة اعلاه اعطتنا الدافع الى التركيز على البحوث التطبيقية في مجال الطاقة الشمسية وخاصة الواح الطاقة الشمسية في مدينة الناصرية وفي كلية العلوم- جامعة ذي قار.
خلايا الطاقة الشمسية هي اجهزه الكترونية تستطيع تحويل الطاقة الشمسيه مباشرة الى طاقة كهربائية وهي الوحيدة القادرة على ذلك. في جميع عمليات توليد الطاقة الكهربائية يتم اولا توليد البخار ثم يقوم البخار بتدوير المولد الكهربائي. اذن هذه الخلايا تستطيع تحويل الاشعاع الوفير الساقط عليها الى طاقة كهربائية. في السنوات الاخيرة اصبحت هذه الطاقة منافسة للطاقات الاخرى في سوق الطاقة.
هذه السهولة بعملية تحويل الاشعاع الشمسي الى طاقة لاتخلو من بعض المشاكل وخاصة في المناطق ذات الطقس الحار والجاف صيفا حيث يؤدي ارتفاع الحرارة الى تقليل الكفاءة.
ولغرض الوقوف على الجوانب الايجابية لغرض الاستفادة منها والسلبية لغرض معالجتها لهذا النوع من الطاقة البديلة ولغرض توفير نتائج عملية لهذا التطبيق في محافظة ذي قار تم تطبيق ونصب هذه المنظومة التي تعتير الاولى خطوة ريادية أولى للخلايا لتطبيقات التنية المستدامة والطاقات المتجددة من خلال منظومة الخلايا الشمسية في جامعة ذي قار، تتكون المنظومة من اربعة الواح وبقدرة 370 واط للخلية الواحدة. المنظومة تعمل بصوره ممتازه والنتائج التي جمعها لغاية هذا الوقت مشجعة جدا، حيث يتم الان تشغيل يعض مباني كلية العلوم بالكامل على الطاقة الشمسية حال أن قطاع الكهرباء الوطنية تلقائيا.

2٬488